الإعلام كسلاح في معركة الكرامة السودانية: الحقيقة في مواجهة التضليل

أصبح الإعلام بمختلف وسائله الحديثة جزءاً أساسياً من الحروب العالمية، حيث يلعب دوراً محورياً في تغيير مواقف المعارك العسكرية.

يتم ذلك من خلال زعزعة عزيمة الأعداء عبر الترويج للنصر أو هزيمة الخصوم في معارك ذات أهمية استراتيجية، وذلك من خلال عرض الصور والفيديوهات أو البيانات المقروءة التي تبث اليأس والإحباط في نفوس الأعداء.

 

يعود هذا التأثير الكبير لتطور وسائل الاتصال وسرعة انتشار المعلومات، كما تجلى ذلك في معركة الكرامة الوطنية التي اندلعت في 15 أبريل 2023 في الخرطوم.

حاولت قوات الدعم السريع المتمردة ومليشياتها السيطرة على مفاصل الدولة والانقلاب على الحكومة الانتقالية.

إلا أن الجيش السوداني أحبط هذه المحاولة بامتصاص الصدمة الأولى ومنع السيطرة على السلطة.

 

في مواجهة هذا الفشل، لجأت المليشيات إلى تخريب الممتلكات العامة والخاصة والمرافق الصحية والخدمية، وصنعت آلة إعلامية لنشر الأكاذيب والتضليل على الشعب السوداني من خلال القصص المفبركة والبيانات المزيفة.

رغم ذلك، واجه الجيش السوداني هذه الشائعات بحرفية عالية، عبر حملات توعية وبيانات رسمية لتمكين المواطنين من التمييز بين الحقيقة والأخبار المضللة.

 

خلال فترة حرب الكرامة التي تجاوزت العام، عانى المواطنون من تأثير الشائعات التي أثرت على حالتهم النفسية.

رجال الدين أيضاً لعبوا دوراً في توعية المجتمع بخطورة الشائعات، مستندين إلى التعاليم الدينية الداعية للتثبت من الأخبار.

 

في محاولة لكسب تعاطف الشعب، سعت المليشيات لتلميع صورتها عبر وسائل الإعلام، لكن الإدانات الدولية لجرائمهم في دارفور أحبطت هذه المحاولات.

استمرت المليشيات في استخدام الإعلام لنشر دعاية كاذبة عن انتصاراتهم، بينما عمل الجيش السوداني بجد لكشف الحقائق وزرع روح التفاؤل بين المواطنين.

 

لعبت المؤسسات الحكومية، خاصة وزارات الدفاع والخارجية والداخلية والإعلام، دوراً حيوياً في التصدي لشائعات المليشيات المتمردة، عبر توضيح الحقائق والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات بحق المواطنين السودانيين.

Exit mobile version