أكد والي الخرطوم، أ/أحمد عثمان حمزة، أن الشعب السوداني قد أظهر تسامحاً عميقاً مع كافة الطوائف الدينية، مشيراً إلى أن تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في السودان يبرز هذا التسامح.
في الوقت نفسه، أوضح الوالي أن المليشيات المتمردة قد ارتكبت انتهاكات خطيرة، حيث اعتدت على المساجد ورعايا الكنيسة ونهبت ممتلكاتهم دون مراعاة لأي قيم دينية أو أخلاقية.
جاءت تصريحات الوالي خلال استقباله بعثة الرهبان وراهبات الكنيسة الكاثوليكية في مكتبه، حيث لجأوا إلى منطقة الشجرة العسكرية بعد تعرضهم للتهديدات والمضايقات من المليشيات أثناء وجودهم بدار الأم تريزا بحي الشجرة في الخرطوم، ثم تم إجلاؤهم إلى كرري.
أكد الوالي أن شهادات الراهبات حول انتهاكات المليشيات تعد دليلاً قوياً على صحة ما يتم تداوله في الإعلام حول الانتهاكات التي ترتكبها القوات المسلحة.
ثنى الوالي على جهود ضباط وأفراد منطقة الشجرة العسكرية الذين قدموا الحماية والرعاية للراهبات على مدى 16 شهراً، وأشاد بفدائية منسوبي جهاز المخابرات العامة الذين قاموا بإجلاء الراهبات إلى كرري، وطلب منهم نقل تحياته إلى بابا الفاتيكان.
من جانبهم، أكدت بعثة الراهبات أنهم متواجدون في السودان منذ عام 1985 ويستقبلون كل التقدير والتسامح من الشعب السوداني، حيث تنقلوا بين مناطق مايو والشجرة ومعهد التدريب المهني بالمنطقة الصناعية في الخرطوم.
أشاروا إلى أن القوات المسلحة قدمت لهم الحماية والرعاية والغذاء طوال فترة تواجدهم في منطقة الشجرة العسكرية، موضحين أنهم كانوا يعملون كأسرة واحدة.
فيما قال ممثل جهاز المخابرات العامة إنهم تلقوا خطابات إشادة من وزارة خارجية دولة الفاتيكان نظراً للحفاظ على حياة المدنيين وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وأشار إلى أن الأجهزة الطبية بالقوات المسلحة قد أجرت فحوصات دورية للراهبات، الذين يتمتعون الآن بصحة جيدة.