(واحة الإعلام).. السرعة مع الإتقان!-للعطر افتضاح-د.مزمل أبو القاسم

* عندما شاركت في تغطية فعاليات الحج للعام الهجري 1439 (2018 للميلاد) بحضور أكثر من ثمانمائة إعلامي، توافدوا إلى المملكة من ل أرجاء العالم لتغطية الحدث الأبرز والأضخم على مستوى المعمورة؛ لفت انتباهي وجود عناصر شابة تعمل في وزارة الإعلام السعودية، وتجتهد في توفير كل معينات العمل وسبل الراحة للزملاء الإعلاميين، وتعمل بجدٍ واجتهاد لإعانتهم على أداء مهامهم على أفضل وأكمل ما يكون.

* أذكر أن الأخ الصديق الدكتور خالد الغامدي وكيل وزارة الإعلام السعودية كلفني وقتها بإلقاء كلمة الإعلاميين الناطقين بالعربية في الاحتفال الذي أقامته وزارة الإعلام بعد نهاية مناسك الحج، وكان احتفالاً مشهوداً ومنقولاً على العديد من الفضائيات، فأشرت في كلمتي إلى العناصر الشابة والوجوه النضَّاحة بالبِشر والترحاب، لتشكل أفضل واجهة للحفاوة السعودية المعهودة بضيوف الرحمن وزملاء المهنة.

* بعد مضي سبع سنوات من ذلك الحشد العظيم عدت إلى المملكة بدعوة مماثلة لوزارة الإعلام للمشاركة في تغطية فعاليات القمة العربية والإسلامية الاستثنائية التي استضافتها المملكة في مستهل الشهر الحالي، فتلمست جديداً ذا صِلةٍ بما شهدته قبلاً، حيث ازداد عدد الكوادر الشابة التي تعمل على خدمة الإعلاميين، وارتفع معدل كفاءتهم، وتمدد بِشرهم وترحابهم.

* غالبهم دون الثلاثين، يسعون بين الزملاء مثل الفراشات بلا كللٍ ولا ملل، يعينون هذا ويساعدون ذاك ويوفرون المعلومات والخدمات لمن يحتاجونها بسرعةٍ يزينها تفانٍ تام وإتقانٍ شديد، ويقدمون أجمل صورة وأروع هيئة لشباب دولة عريقة اختارت أن تجدد دماءها بتوفير فرص عمل كثيرة لشباب (من الجنسين) في عمر الزهور، يتميزون بكفاءةٍ عالية، ورغبةٍ حقيقة في الإجادة.

* الشباب الذين قابلناهم في (واحة الإعلام) على هامش القمة، لم يكونوا مؤهلين لأداء مهامهم فحسب، بل وضح تماماً أنهم خضعوا إلى تدريبٍ نوعي، جعلهم يؤدون واجباتهم بكفاءةٍ تدير الرؤوس، علاوةً على هِمَّةٍ ملحوظة، ورغبة أكيدة في خدمة الزملاء والضيوف.

* (واحة الإعلام) المشار إليها أعلاه تمثل خطوةً رائدة لتجربة عصرية حديثة، تقدم بها وزارة الإعلام السعودية خدمة معرفية بالغة التميز عن مشروعات المملكة الكبرى، عبر تقنيات متطورة تتيح لجميع الإعلاميين الاطلاع على تلك المبادرات بشكل غير تقليدي، وتضم “الواحة” عدة مناطق منها: منطقة الحفاوة السعودية، ومنطقة التواصل، ومعرض الواحة، ووادي الواحة الذي يوفر مساحات لخدمة الإعلاميين من خلال شاشات البث المباشر للفعاليات المستهدفة بالتغطيات، ومكاتب وأجهزة للاستفادة منها في التغطيات الإعلامية للقنوات والصحف المحلية والدولية، إلى جانب الاستوديوهات، وذلك بهدف استقبال أكثر ألف زائر من المسئولين وممثلي مختلف الوسائل الإعلامية المحلية والدولية المشاركة في تغطية أي فعالية تستضيفها المملكة.

* إجادة السعودية لإدارة الحشود واستقبال الوفود ليس جديداً، من واقع أنها تمثل واحدةً من أكثر دول العالم استقبالاً للحشود والوفود معاً، لكن الجديد حقاً هو توفير الخدمات الإعلامية في وقتها، وإعانة الإعلاميين على أداء مهاهم وتذليل المصاعب التي قد تواجههم، عبر (سفراء شباب)، يجمعون بين الكفاءة العالية والبِشر والترحاب، وكان اللافت فيهم إجادتهم لأكثر من لغة، ورغبتهم العارمة في تقديم كل المساعدات الممكنة للضيوف.

* تجربة جديرة بالتمعن والدراسة، ليتنا نستفيد منها ونوفر مثلها لشبابنا في السودان، ممن يتوافرون على القدرة والكفاءة والتأهيل الأكاديمي والرغبة في الإجادة، شباب طامحين.. يعوزهم من يأخذ بأياديهم، ويوفر لهم فرص عمل مماثلة، بالنهج نفسه الذي شاهدناه في (واحة الإعلام) السعودية، ويقيني أنهم سيبدعون حينها، وسيقدمون أروع وأبهى صورة للسودان وإعلامه وشبابه الناهض الطموح.. فهل تتوافر لهم تلك الفرصة.. في (سودان ما بعد الحرب)؟

Exit mobile version